الحِجاج في رسالة التسلية لمن كُفّت عينه للزمخشري (ت 538هـ)
الكلمات المفتاحية:
البلاغة، الحجاج، الحوارية، الأجناس الأدبية، الرسالةالملخص
الرسالة لأبي القاسم جار الله محمود الخوارزمي الزمخشري (467- 538هـ)، له آثار في العلوم والآداب، كان معتزليًّا حنفيًّا، وأما المرسل إليه المباشر فمجهول، والأقوى أن الرسالة صنعت لمن يُعنى بالبلاغة، وللرسالة عنوانان أرجحهما (رسالة في التسلية لمن كُفّت عينه)؛ لأنه صحب المخطوطة ودل على جنسها.
والرسالة ترتبت بنسق من الحجج، وهي: حجة التجاوز التي تُلفت إلى العوض المأمول، وبها استهلال الرسالة وختامها، وحجة المقارنة وفيها بنى المرسل على فقْد البصر ونَيْل البصيرة واجب الشكر الذي لغرابته احتجَّ له، وبعدها حجة الوصل بالعلة وهي في كتابة الرسالة نفسها بعلل: فاعلية وغائية ومادية وصورية، بعدها حجة التعريف، وهي الحجاج عن الشيء بتعريفه، فحاج عن البصيرة وفضّلها على البصر بأن الإنسان بقلبه، وبعدها حجة الاتجاه بتقبيح اتجاهات البصر، ففيه اتجاه إلى رؤية الحرام والقبيح، وبعدها حجة القدوة؛ فذكر المكافيف من السلف.
والمنطلقات تنقسم إلى أجناسية وحوارية، وفي الرسالة ملامح من أجناس القول، وهي الانقياد الخطابي، فالرسالة بُنيت على تعظيم البصيرة، وهي من الاحتجاج بالمشهورات، ومنها الانقياد الشعري فيما أورده من تخييلات للوجوه الدميمة، ومنها الانقياد المغالطي في مواضع البديع اللفظي لكنها تُحمد إذا كان فيها حفظ الكلام، وفضيلة القائل، وامتحان المخاطب.
وفي الرسالة أصوات متعددة: صوت لاشعوري من الذات، وصوت مثالي من الآخر الفلسفي، وصوت متفرّع من الآخر الأدبي، وهو الصوت المهيمن.