النهي عن المنكر في القرآن الكريم دراسة لغويّة بلاغيّة
الكلمات المفتاحية:
القرآن الكريم، نهي، منكر، لغويّة، نحويّة، دلاليّة، بلاغيّة.الملخص
نهى القرآن الكريم عن المنكر في استعمالات لغويّة خاصّة، عرضت الدراسة لها بالاستقراء والتحليل، فاستعمال وزن(مفعل) من الجذر اللغوي (نكر) في القرآن الكريم لم يخالف ما جاء به الأصل اللغوي للكلمة، فلم يخرج المعنى عن ضد المعروف، ثم أضافت الشريعة الإسلاميّة دلالات خاصّة وفقا لسياق الآيات، وما فرضته أحكامها، فجاء المنكر معبّرا عن كلّ ما ينهي عنه الشرع، ويدخل في ذلك جميع المعاصي، وفي مقدمتها الشرك بالله عز وجل.
درست النهي عن المنكر ضمن المستويين: النحويّ والبلاغيّ، فبينّت تركيب النهي عن المنكر في المستوى الأول في حالتي الوصل والفصل، إذ أثّر المستوى النحوي في أحوال الجملة، فورد النهي عن المنكر في القرآن الكريم في ستة عشر موضعا، في جمل فعلية لها أحوال زمنيّة مختلفة، موصولة حينا ومفصولة حينا آخر.
وفي المستوى الثاني درست المعنيين اللغوي والشرعي للفظة المنكر، وعلاقة التقابل بين النهي عن المنكر، مع غيره، فاستخدم الخطاب القرآني النهي عن المنكر مقابلا للأمر بالمعروف، وبهذا يقابل جزءا بجزء آخر، فيشكّلان صورة واحدة متكاملة، وحين زاد التقابل عن صورة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ظهرت متقابلات أخرى مع ما يلائم هذا الوصف من تماثل أو تنافر ضمن الصورة التي يريدها الإسلام في مقصده من النهي عن المنكر.
وفي المستويين أظهرت الدراسة أهمية الدراسة اللغوية في إيضاح خطاب النهي عن المنكر، وذلك بعرض الآيات التي اشتملت على النهي عن المنكر، ثمّ دراستها نحويّا ودلاليّا وفقا للمنهج الوصفيّ، من أجل بيان الهدف الشرعيّ منها.