عِلَّةُ الذُّهولِ في التَّوجيهِ النحويِّ والصرفيِّ العربيِّ

الملخص

يُشَكِّلُ الذهولُ النحويُّ والصرفيُّ ملمحًا توصيفيًّا اشتملتْ عليهِ الدراساتُ النحويَّةُ والصرفيَّةُ في التراثِ اللغويِّ العربيِّ، وخصوصًا عند متأخري النحاةِ: كابن مالك (672 هـ)، والأزهري (370ه)، والسهيلي (581ه)، وأبي حيّانَ، وغيرِهِمْ. ويقعُ توصيفُ الذهولِ في إِطارِ الآراءِ النحويَّةِ والصرفيَّةِ بينَ العلماءِ، كما يشملُ أيضًا التعليلَ النحويَّ والصرفيَّ استنادًا إِلى عِلَّةِ الذهولِ عندَ مُستعملِ اللغةِ مُرسِلًا أوْ مُستقبِلا؛ لِيُشَكِّلَ توجيهُ الذهولِ قِراءةً واقعيَّةً لِمُستعمِلِ اللغةِ بِوصفِهِ بَشرًا متَّصِفًا بِصفاتِ النقصِ التي جُبِلَ عَلَيْها؛ فيعتري لغتَهُ -أحيانًا- ما يعتري تكوينَهُ البشريَّ مِنْ غَلَطٍ، أوْ نِسيانٍ، أوْ ذُهولٍ عَنْ نمطٍ منْ أنماطِ اللغةِ التي بُنِيَتْ عليها، وتسلِّطُ هذهِ الدراسةُ الضوءَ على مصطلحِ الذهولِ في إِطارِ الفكرِ النحويِّ والصرفيِّ عندَ العربِ وصفًا، وتحليلًا، ونقدًا موضوعيًّا.

كما تقدِّمُ الدراسةُ صورةً عنْ أسسِ الفكرِ النحويِّ والصرفيِّ التي اعتمد عليها العلماءُ العربُ في بِناءِ الدرسِ النحويِّ، ويتمُّ ذلكَ عبرَ دراسةِ ظاهرةِ الذهولِ التي تأتي في إِطارِ انزِياحِ الاستعمالِ اللغويِّ العربيِّ عنْ أَصلِ الاستخدامِ اللغويِّ، أوْ عمَّا هوَ شائِعٌ مستقرٌّ في الاستخدامِ اللغويِّ انطلاقًا مِنْ علَّةِ الذهولِ عنْ أصلِ الاستخدامِ، أوِ الشائِعِ في الاستعمالِ، إلى جانبِ دراسةِ بواعثِ وصفِ عالِمٍ لآخرَ بالذهولِ؛ إِذا رأى العالِمُ الناقدُ الرأيَ النحويَّ مُخالِفًا لِما استقرَّتْ عليهِ قواعدُ اللغةِ من وجهةِ نظرِهِ.