المختارات القصصية في الأدب السعودي: مختارات المؤسسات الثقافية الحكومية أنموذجاً
الكلمات المفتاحية:
الاختيار، المختارات، القصة القصيرة، المختارات القصصية، الأدب السعوديالملخص
حاول البحث رصد مدونة المختارات القصصية الصادرة عن المؤسسات الثقافية الحكومية، وصفاً وتحليلاً ومقارنة، بهدف تفسير تلك الظاهرة، والتعرف على تحولات القصة القصيرة، وملاحظة التغيرات المرحلية لتلقيها في المشهد الثقافي المحلي، ودوافع إصدار ذلك النوع من المؤلفات الجماعية. حيث تمثلت أبرز غاياتها في الرصد والتوثيق، وترسيخ القصة القصيرة في المشهد المحلي والارتقاء بذائقة المتلقي، وتشجيع المواهب، والتعريف بأبرز كتابها، وقضايا المجتمع المحلي.
وقد رصد البحث ست عشرة مدونة، توزعت بين ثلاثة أنماط، الأول: مختارات كتب دورية في خمس مدونات، ابتدأت منذ منتصف عقد السبعينيات الميلادية، متزامنة مع مرحلة نضج القصة القصيرة في الأدب السعودي، والثاني: مختارات شمولية ظهرت مع بداية الألفية الجديدة من خلال خمس مدونات، جاءت الأوليان منها ضمن سياق التعريف بالأدب السعودي عموماً، والبقية مختصة بالقصة القصيرة. والثالث: مختارات مناطقية صادرة عن الأندية الأدبية، عُنيت بالقصة القصيرة في منطقة محددة من مناطق المملكة، بهدف التعريف بكتَّابها ونماذجها المميزة، وتشجيع المواهب، وقد صدر معظمها متزامناً مع مرحلة ازدهار الفنون السردية خلال العقدين الأولين من القرن الحادي والعشرين.
وقد لاحظ البحث وجود علاقة طردية بين ازدهار القصة وإصدار المختارات، إذ كانت ندرة إصدارات المختارات خلال عقدي الثمانينيات والتسعينيات من القرن العشرين، أما ازدهارها فقد كان في العقد الثاني من الألفية الجديدة. كما لوحظ خلو بعض المختارات من توضيح لطبيعتها ومنهجها وغايتها، في مقابل دقة بعضها الآخر وشموليته، تبعاً لطبيعة الجهة والشخصية المشرفة على المختارات.
من الظواهر اللافتة في سياق هذا البحث أسبقية المختارات الشعرية، خصوصاً في الإصدارات المناطقية، نظراً لهيمنة الثقافة الأدبية التقليدية. وقد بلغ متوسط حضور الأصوات النسائية في المختارات حوالي الربع، بما يتناسب مع طبيعة الوعي الثقافي الجمعي. كما جاء ترتيب المختارات –غالباً- وفق التسلسل الهجائي للأسماء تجنباً لأي دلالة تقييمية.