تيار الوعي في عتبات الشاعرة السعودية

الملخص

تهدف هذه الدراسة إلى الكشف عن الصورة الذهنية التي تسبق إلى وعي الشاعرة السعودية فتتحول إلى عنوانات لغوية دالة، علامات سيميائية تتجلى فيها جماليات الصورة الموجزة المتناغمة في الجماليات الإنشائية، فهي دراسة تحليلية تسعى إلى قراءة مراحل تكوّن هذه العتبات في صور كُلية وجزئية مختزلة في كلمات قليلة ولكنها مؤثرة في عملية الإبداع نفسها.

وقد رأى البحث أن هذه المكاشفة السيميائية الإنشائية بخصائصها الأسلوبية تكمن في معنيين يسيطران على الكيان الإبداعي للشاعرة السعودية، هما: الوعي بالهوية، والوعي بالذات والآخر، أما الوعي بالهوية فيبرز من خلال لغة الشاعرة التي تحمل التعبير عن شخصيتها، وهويتها، وتراكماتها الثقافية والنفسية، ويتجلى في صور مختلفة تجعل للكلمة مذاقًا خاصًا، وتخرج بها من دلالاتها المألوفة إلى دلالات جديدة تنطلق من غموض داخل تيار الوعي.

أما الوعي بالذات والآخر في عتبات الشاعرة السعودية فإنه يأخذ منحى صاعدًا بارتقاء الذات وسمو الروح، فذات الشاعرة مرنة ومتفتحة ومكتملة مع الآخر، ويرى البحث أن ثنائية الذات والآخر تشير إلى وعي خاص بكل شاعرة، إذ تمتد ذاتيتها لتلتحم مع الآخر وفق تصور خاص بها، وهذا يعكس تفرد الشاعرة السعودية داخل عتبات النص. وفي المقابل تتحمل الشاعرة مسؤولية النهوض بالوعي الأنثوي عن طريق الإبداع.