الرّوابط اللّغوية في الخطاب الهجائي من رسائل الجاحظ (ت255هـ)، دراسة لسانية نصّية

المؤلفون

  • محمد المزّاح جامعة الملك خالد

الكلمات المفتاحية:

الروابط اللغوية - رسائل الجاحظ- الخطاب الهجائي- دراسة نصية

الملخص

ينفتح هذا البحث على عالم الجاحظ في خطابه الهجائي، متتبعًا خيوط الروابط اللغوية التي نسج بها نسيجه النصي، وأقام بها صرحًا متماسكًا يزاوج بين الحجاج والبلاغة. فالروابط، على اختلاف مستوياتها: نحوية ومعجمية وإحالية وتداولية، لم تكن عند الجاحظ مجرد أدوات تركيبية، بل غدت مفاتيح تُحكم البناء، وتكشف عن وعي نصيّ مبكر يجعل الكلام كيانًا متشابكًا نابضًا بالحيوية.

وقد سار البحث في مسار ثلاثي: بدأ بتمهيد يبرز أهمية الروابط في الدرس اللساني، ثم مبحثٍ أوّل وضع الإطار المفاهيمي والمنهجي، فمبحث ثانٍ تناول الروابط في خطاب الجاحظ الهجائي، ليُتوَّج بمبحث ثالث أبرزَ علاماتها الجمالية والبلاغية. ومن خلال هذا المسار، تبيّن أنّ الخطاب الهجائي عند الجاحظ يمثل مجالاً خصبًا، يزدحم بالضمائر والعطف والشرط والتكرار، ويزهو بالترادف والتضاد والإحالة، مما يشي بحوارية جدلية عميقة، وثراء ثقافي فريد.

وانتهت الدراسة إلى أنّ الروابط تشكّل عصب النص، فهي الضمان لتماسكه وتلاحم وحداته، وقد استخدمها الجاحظ لتكون سلاحاً حجاجياً يثبت به الفكرة، وأداة بلاغية يصوغ بها المفارقة والسخرية، حتى غدت نصوصه نموذجاً لانتظام الخطاب وتدرجه، وحيوية نَسْجه وإيقاعه. كما أبرز البحث أنّ مفهوم النص تطور من كلام مكتفٍ بذاته في التراث العربي، إلى وحدة دلالية كبرى في اللسانيات الحديثة، وأن الجاحظ كان رائدًا في هذا الوعي، حين جعل الروابط جسورًا بين بلاغة النص وبنيته، وأدوات لتشييد خطاب هجائي يجمع بين الجمال والجدل.

التنزيلات

منشور

2025-12-21

إصدار

القسم

الأبحاث