الحِجَاجُ في كَافوريَّات المتنبي مقاربة تحليلية في أنساق الحُجَج

المؤلفون

  • د. صالح بن عبدالله بن صالح التويجري قسم الأدب -كلية اللغة العربية جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية

الملخص

لا تكاد العربية تعرف شاعرًا بمثل براعة أبي الطيب المتنبي، وحسن تصرُّفه في المعاني، وقدرته على تقليب سبل الكلام على وجوهٍ مختلفة تصل إلى حدِّ التناقض،فليس غريبًا - والحال هذه - أن يقول عنه ابن رشيق (ت 456هـ): «ثم جَاءَ المتَنبِّي، فَمَلأَ الدُّنْيَا وشَغَلَ النَّاسَ»([1])، وستظل هذه الكلمة تطوي كثيرًا من المسكوت عنه في حق هذا الشاعر العجيب .

وكان من قَدَرِ كافور الإخشيدي - والي مصر زمن المتنبي - أن يتعرَّض له، ويطمع في مدائحه،فالتقى الرجلان على أمرٍ قد قُدِرَ، ولكل منهما غايته وأهدافه، فنَعِمَ كافور حينًا بروائع بيان المتنبي، لكنه ما لبث أن أصابته لفحاتٌ من فيح ناره، فاكتوى بلهيب غضبه،واصطلى بجحيم هجائه . وبما أن هذه الكافوريات جمعت بين فنَّيْن متناقضين، هما: فن المدح وفن الهجاء، مما يعني بداهة أن أحدهما لم يكن على وجهه الحقيقي، فقد أصبحت مجالاً رحبًا لاستعراض القدرات العقلية، والتباهي بالسطوة البيانية، وممارسة شيء من الإذلال المعرفي؛ ولذا كان الحِجاج أبرز المناهج النقدية التي يمكن تطبيقها على الكافوريات، والاستفادة منه في الوصول إلى مكامن القوة البلاغية والقدرة الحجاجية في تلك النصوص المتباينة . وقد استطاع المتنبي أن يوظف الكثير من التقنيات الحجاجية في هذه المرحلة من شعره؛ لحاجته إلى استخدامها في محاولة الإقناع بآرائه والدفاع عنها .ويأتي هذا البحث ليتتبع تلك التقنيات ويحاول الكشف عنها .

 

([1])  ابن رشيق القيرواني، العمدة في صناعة الشعر ونقده، تحقيق: النبوي عبدالواحد شعلان، القاهرة، مكتبة الخانجي، ط1، 1420ه، ج1، ص154 .

التنزيلات

منشور

2020-02-18

إصدار

القسم

الأبحاث