صراع السيف والقلم ودلالته في الشعر العباسي تحليل ثقافي
الملخص
على كثرة ما ورد السيف (رمز القوة) والقلم (رمز الحكمة) مقترنين في الشعر والأدب، يتكاملان، ويخدم أحدهما الآخر في بنية الشعر وفي معناه، فإن بينهما نزاعا وتوترا خفيا يحتاج إلى غوصٍ لكشف خباياه، وهذا النزاع بين محوري (السيف والقلم) هو جزء من صراع أشمل بين (القوة والحكمة)، تظهر آثاره في الأدب على عدة مستويات بدءا من تكوّنه وإنشائه، وانتهاءً بتلقّيه وتأثيره.
ولطالما أذعن شاعر البلاط (ممثل الحكمة)لـ(القوة) في شعره، وكتب وفاق ما يحقق مصالحها، ولكنه كان (يقاوم) هذا الإذعان، ويسعى إلى تعزيز محلّه بأشكال خفية متنوعة، منها هذه الثنائية الرمزية التي تشكّلت وصيّرت القلم صنواً للسيف: (القوة/السيف، الحكمة/القلم).
وهذا البحث بين يديك يهدف إلى تحليل علاقة (السيف والقلم) وكشف دلالاتها، وفحص أنساقها، وإظهار المضمر من الصراع، وتبيّن رؤية الشعراء الحقيقية لمحلّ السيف ومحلّ القلم، تلك الرؤية التي قد يخفونها بالرمز والتلميح والمواربة، ولكن يأبى النَّسَق إلا كشفها.
وكما يهدف هذا البحث إلى كشف الصراع الظاهر والمضمر، فإنه يهدف أيضا إلى تجلية (نتيجة) هذا الصراع، بالغوص في (لاوعي) الشعراء أنفسهم، هل انتصرت أقلامهم أم انهزمت؟!.