تقعيد اللغات في النحو العربي
الملخص
تُعد اللغات العربية، وهي ما يُسمّى عند المحدثين باللهجات، إحدى ركائز السماع، المنقول عن العرب وقبائلهم، وهي سماع عام، يستعمله مجموعة من الناس، ويدرجون في كلامهم عليه. وقد بدا لي أنّ كثيرا من النحويين يرتابون من هذه اللغات، ويصدّون عنها، وينظرون إليها نظرة الريبة والشك، ويذكرونها في كتبهم كلها، تعليمية أم علمية، ولا يُشيرون إلى جواز جريان المتكلم عليها، بل يقولون:
في لغة كذا كذا، مكتفين بهذا، فأحببت أن أضع النقاط على الحروف في أمر هذه اللغات ما استطعت، وساعدني عليه توفيق الله تعالى؛ فكان هذا البحث الذي بين أيديكم.
وانتهى بي البحث إلى أن اللغات، إذا صحّت عن هذه القبائل العربية الفصيحة، جاز القياس عليها، والعمل بمقتضاها، وأيّدت ذلك بما بدا لي مؤيدا؛ أيّدته أولا بمنهج النحويين الذي قرّره ابن جني، وثانيا بممارسة النحويين، ومواقفهم الصريحة من بعض اللغات.