ظاهرة الألم في شعر حسن بن عبدالله القرشي دراسة في المضمون
الملخص
يعدُّ الألم ظاهرة بارزة عند الشعراء، وخاصة في العصر الحديث، حيث أصبحوا يتحدثون عن آلامهم، ويبثون أحزانهم وأشجانهم في أشعارهم، ومن هذا المنطلق جاءت هذه الدراسة لتظهر الألم عند الشاعر السعودي حسن بن عبدالله القرشي.
وتهدف الدراسة إلى إيضاح معنى الألم، وبيان مواضعه في شعر حسن القرشي من خلال العتبات الشعرية المتمثلة في العنونة سواء أكانت عنونة الدواوين أم القصائد الشعرية، وكذلك من خلال إظهار الألم في عتبة الإهداءات للديوان بأكمله أو إحدى قصائده، كما أوضحت الدراسة الألم في عتبة المقدمات التي كتبها الشاعر بخط يده صدراً في ديوانه الشعري، وكذلك الألم في عتبة مطالع القصائد، وخواتيمها، بالإضافة إلى بيان الألم من خلال عتبة الغلاف والرسومات.
كما تحدثت الدراسة عن أسباب الألم وبواعثه في شعر القرشي، فأبانت عن بعض الأسباب الخاصة المتعلقة بالشاعر من خلال الحديث عن وفاة والده، وفشله في حبه الأول، والحديث عن غربته النفسية، ويأسه وفقدان الأمل عنده، وتبرمه من بعض أصدقائه الذين خذلوه، وكذلك حبه للمرأة وتألمه من ذلك كثيراً، ووفاة والدته، ووحشة الليل وظلمته التي تحيط به كل حين، بالإضافة إلى بعض الأسباب العامة المتمثلة في أحوال الأمتين العربية والإسلامية.
وقد أبانت الدراسة عن وسائل الهروب، والمنافذ التي سلكها الشاعر من أجل الهروب عن آلامه، من خلال التغزل بالمرأة، والحديث عن محاسنها، والنظر إلى الأمور من خلال نافذة الأمل والفأل، واللجوء إلى الله – سبحانه – لتفريج الهمِّ والغم، والصبر على الآلام والأحزان حتى يأتي الفرج، فما من عسرٍ إلا ويعقبه يسر.