لامية العرب بين التواصل والقطيعة "مقاربة حجاجية"

الملخص

             نالت لاميّة العرب قديماً وحديثاً عناية كثير من الباحثين والدارسين، العرب منهم والمستشرقين، وقد درسوها بمناهج مختلفة سياقيّة ونصيّة، غير أنّ المنهج التداوليّ ممثّلاً في الحجاج لم يكن له نصيب من هذه الدراسات، على الرغم من بروزه في هذا النصّ؛ إذ المظالم التي وقعت على الشنفرى؛ باستعباده والطعن في نسبه والتبرؤ منه، جعلت أطروحته تضع قومه بين خيارين لا ثالث لهما؛ إمّا التواصل معه والاعتراف به واحتضانه؛ فمن ثمّ النجاة والسلامة من شرّه وأذاه، وإمّا أن يبقوا على ما هم فيه من نكران نسبه واضطهاده، فعندئذٍ لا سبيل أمامه غير القطيعة والتمرّد، وليبلّغ الشنفرى أطروحته تلك وظّف جملة من الحجج التي استعان فيها بعوامل وروابط لغويّة ذات دلالات حجاجية، وصورٍ مستمدة من موادّ إقناعيّة. تحاول هذه الدراسة مقاربة التقنيات الحجاجيّة المختلفة التي وظّفها الشاعر في طرح قضيته.