الخطاب النموذجي بين العرب - مقال بقلم Al Jāhiz-
الملخص
إنّ الخطاب الذي يجسّد الفصاحة هو الذي يكون وثيق الصّلة بالأسلوب القرآني وبكلام النبيّ. ويتضح ذلك، كما يذكر الجاحظ، في كلام الأعراب الذي هو نموذج للاستعمال الأوفى للّسان العربيّ بمنأى عن ضروب الأخطاء وصنوف اللّحن والتي كثيرا ما ترتبط، حسَب اللّغويّين القدامى، بالشّعراء المولّدين وبغير العرب من الموالي. لذلك تجدر الإشارة، في هذا الصّدد، إلى أنّ السّمات الأساسيّة للبلاغة النموذج عند العرب تنبثق عن رؤية شاملة رمزيّة دينيّة. ففي إطار هذه الرّؤية، يُعتبر الكلام المختار بإتقان والمؤدَّى ببراعة هبةً إلهيّة تتهيّأ لفئة قليلة من النّاس ممّن أُلهموا القول الفصيح السّاحر دون أن يكونوا بالضرورة قد تمكّنوا من أصول اللّسان بالكسب والصّنعة والتعلّم. يتعلّق الأمر إذن بمصدر إلهام لغويّ ليس في متناول سائر البشر.