كتاب الصناعتين قراءة في خطاب المقدمة،وتحولات المصطلح
الكلمات المفتاحية:
النص الموازي. متن النص. خطاب المقدمة. العسكري. الجاحظ.الملخص
يقدم خطاب المقدمات في التراث العربي حقلا خصبا لاستيلاد المعنى، فمن جهة يمكن مقاربته نقديا باعتباره نصا مكتملا ومستقلا، ومن جهة ثانية يمكن مقاربته كنص مواز يخوص تناصا نقديا فعالا مع متنه، والمتون الأخرى. ويثير خطاب المقدمة بمجرد مقاربته حزمة من الأسئلة مثل: ما آليات اشتغاله ؟ كيف يؤسس علاقته مع المتن،والمتلقي: ما الذي يعد به وما آفاق تحقيقه ؟ كيف يؤسس علاقته مع المتون التي سبقته ؟ ما المنهج الذي يهجس به أو يعلنه ؟ كيف يحاول أن يحدد منظور القارئ للتعامل مع المتن عبر خطاب إيديولوجي جمالي بلاغي استحواذي موارب يسعى لمصادرة غيره من الخطابات؟ وغيرها من الأسئلة التي تتخذ من مقدمة أبي هلال العسكري لكتابه " كتاب الصناعتين "حقلا تطبيقيا لها.
وقد حاولت الدراسة الكشف عن الآليات المختلفة التي تبنتها المقدمة في صوغ خطابها ، وعن طبيعة هذا الخطاب السجالية مع المتون النقدية السابقة والمتزامنة معه ، كما كشفت من خلال تتبع وعود المقدمة في المتن الحرية الواسعة التي مارسها المتن في التعاطي مع المتون السابقة والمعاصرة، وأن ما تسترت عليه المقدمة في وعودها بالأصالة والمنهجية والانزياح عن متن الجاحظ، قد كشفه المتن في تضاعيف نسجه عندما انخرط بتواضع في قراءة واسعة لمتن قدامة بن جعفر " نقد الشعر " مارس من خلالها عليه آليات:النقل، والتوسع، والتأسيس.