حب الكتاب في الشعر العربي إلى نهاية القرن السابع : دراسة موضوعاتية

الملخص

تميّز الشعر في العصر العباسي بكثرة موضوعاته ، وابتعاد كثير منها عن الأغراض المرتبطة بالبلاط، ذات المقاصد المادية، ومن هنا اتسع، وتشعّبت معانيه، وصار يتناول الحياة بتفاصيلها مهما دقّت أو جلّت،  ولقد كان لحركة الكتابة الضخمة والتدوين وجمع المجاميع الأدبية ولتطور الإحساس بالحياة المدنية أثرٌ مهم في استنبات تلك النصوص وحفظها ، وإننا إذا قرنّا هذه الحركة الشعرية الكبرى مع الحركة التأليفية التي رعت ذلك الشعر وأنمته ووعته ، لم نستبعد أن يقال الشعر في الكتاب ! .

ولقد عمدت في هذا البحث إلى موضِع شعري هو (الكتاب) الذي قيلت فيه نصوص متباينة الأغراض والمعاني، وصببتُ جهدي خاصة على تتبّع (ثيمة theme) حب الكتاب، المنسربة داخل النصوص المتنوّعة، متبعا في ذلك المنهج الموضوعاتي، لافتاً النظر إلى أهمية (الكتاب) الوجدانية عند العرب، وما يدل عليه هذا من رفعة حضارية .  وختمت البحث مصدّقاً ما افترضته قبل البحث من أن عامة الشعر المقول في الكتاب على اختلاف موضوعاته إنما انبعث من عاطفة الحب، ففشت فيه ثيمة (الحب)، وظهرت لأداء معانٍ لا يتوقّع ظهورها فيها.