الأبعاد الدلالية لأسلوب الاشتغال دراسة تطبيقية في القرآن الكريم
الملخص
أسلوب الاشتغال من الأساليب الشائعة في القرآن الكريم، ولم يرد في القرآن الاسم المشغول عنه منصوبا وجوبا ولا مرفوعا وجوبا؛ أي أن جميع ما ورد في القرآن يجوز فيه الرفع أو النصب إما على جهة ترجيح أحد الوجهين أو على جهة تساويهما، وكثيرا ما ترد في الآية قراءة بالرفع وأخرى بالنصب؛ مما يعطي مساحة أوسع للتأويل الدلالي؛ ولعل ذلك كله كان كافيا لإثارة هذا السؤال: ما الأبعاد الدلالية الكامنة في التعبير بذلك الأسلوب الشائع في القرآن؟ لقد توقف النحويون عند حدود المعالجة التركيبية لأسلوب الاشتغال؛ ببيان الأوجه الإعرابية الخمسة المعروفة للاسم المتقدم، وشجر بينهم الخلاف حول تلك الأوجه، واختلفوا –كذلك- حول عامل النصب. ولم يتعدَّ النحويون ذلك إلى بيان الدلالات الكامنة خلف ذلك التركيب، ولم يهتم البلاغيون –على غير عادتهم- ببيان تلك الدلالات؛ مما أدى إلى مناداة بعض المحدثين إلى إلغاء باب الاشتغال من النحو العربي. لقد حاول هذا البحث بيان الأبعاد الدلالية لأسلوب الاشتغال في العربية من خلال المعالجة التطبيقية لبعض الآيات القرآنية، مستعينا بما ورد لدى بعض المفسرين من إشارات دلالية حول أسلوب الاشتغال، وبما قدمه (النحو الوظيفيfunctional grammar) من تفسير جيد لهذا الأسلوب ببيان الاختلاف في الوظائف التداولية في حالتي الرفع والنصب للاسم المتقدم.