شخصية مروان بن أبي حفصة بين العاطفة و الشعر
الملخص
تتناول هذه الدراسة" شخصية مروان بن أبي حفصة بين العاطفة والشعر، وتحاول معالجة هذه القضية من خلال الجمع بين العاطفة الخاصة للشاعر وبين موضوعاته التي تصدي لها، ومن الطبيعي في هذه الحال أن تبرز الشخصية وتتضح معالمها ويكون من السهل استخلاص حقيقتها، ولأن العاطفة ركن أصيل في عملية الإبداع تسهم في تعرية الشاعر وتسهم بشكل كبير في تقديم جوانب شخصيته. وكان الدافع وراء هذه الدراسة متمثلا في جدلية التعرف على شخصية مروان ابن أبي حفصة من خلال أشعاره، وما إذا كانت هذه الأشعار تحمل إشارات واضحة تعين على فهم هذه الشخصية؟ ويمكن للدارس أن يحدد قضية هذه الدراسة ويصوغ مشكلتها المحورية في هذه التساؤلات التي تمثل بؤرتها الأساسية: هل كان للعاطفة أثر في أشعار مروان بن أبي حفصة؟ وما الدور الحقيقي لهذه العاطفة؟ وهل التعرف عليها يعين في الوصول إلى الشخصية؟ ثم في نهاية المطاف ما مدى تأثر الموضوعات الشعرية بها؟ وهل كان الشعر صدى لها؟ ويعد موضوع هذه الدراسة لونا من الدرس القديم الجديد لأنه يخضع شخصية قديمة وشعرا قديما لمقاييس النقد الحديث، ويحاول عن طريق هذا المزج أن يقدم رؤية واضحة تروي الظمأ وتسد الحاجة عن هذه الشخصية التي لم تحظ بالدرس المتعمق أو الدرس الذي يروي ظمأ المتلقي ولم تحظ حتى بالدرس الذي يفي بالحاجات الأولية عن هذا الشاعر، وذلك لأن جل ما كتب عنه يدخل في دائرة ما يسمى ب " تاريخ الأدب " وهي دراسات - كما هو معروف - ذات منحى شمولي، فضلا عن كونها دراسات نمطية في كثير من جوانبها، لأنها تعتمد على حشد وسرد وتقديم وتكرار الأحكام العامة وتبتعد عن تقديم الآراء المتعمقة الدقيقة في أغلب الأحيان. وفي الأخير، نستطيع القول عن شخصية مروان: إنها شخصية مفتونة بالمال ولديها القدرة على تقمص الأدوار التي تروي عن طريقها شهوتها العارمة نحو المال، وهذه الشخصية مائلة في كل أغراضه الشعرية، فهي تواجهك في المديح والرثاء والفخر والهجاء... وغيرها من أغراضه الشعرية.
