استصحاب الحال بين أصول الفقه وأصول النحو
الملخص
يتناول هذا البحث العلاقة بين علمين نشأة في ظل الحضارة الإسلامية التي كان مصدرها الأول القران الكريم، وهما علم أصول الفقه الذي قد القران المصدر الأول للاحتجاج، وعلم اصول النحو الذي جعل القرآن أول قنوات السماع بل أهمها، ولم يقتصر على هذا الأصل، فقد سانده الحديث النبوي والإجماع والقياس، التي تعد مصادر اصلية لكلا العلمين على امتداد الحضارة الزاهرة. وقد انبثقت أدلة أخرى مساعدة للأصول السابقة، كالاستحسان، واستصحاب الحال، والمصالح المرسلة، والرف، ومذهب الصحابي، وشرع من كان قبلنا، وقد كان هذا البحث مختصا بدليل "استصحاب الحال" بين أصول الفقه وأصول النحو وعلاقة كل منها بالآخر، فحاول البحث أن يستعرض جانبين الأول نظري ويتضمن: تعريف استصحاب الحال عند الأصوليين وبيان أقسامه وحجينه عندهم، ثم تعريفه وحجينه لدى بعض النحاة. والثاني تطبيقي: ويتضمن مسائل اختارها الباحث من كتابي "الإنصاف في مسائل الخلاف" لأبي البركات الأنباري (ن۷۷ه)، و "الكوكب الدري فيما يتخرج على الأصول النحوية من الفروع الفقهية الجمال الدين الإسنوي (ت ۷۷۲ه). ويبين البحث أهمية التواصل بين العلوم الشرعية وعلوم اللسان العربي وعلى رأسهما اصول الفقه وأصول النحو، لما في ذلك من أهمية بالغة لتخطي الصعاب التي تنشأ لدى الباحثين المعاصرين في كل من العلمين.