قصيدة (أنا والليل) للشاعر عبد الله الفيصل دراسة تحليلية
الملخص
يتناول موضوع هذا البحث بالدراسة والتحليل قصيدة (أنا والليل) للشاعر عبد الله الفيصل، للوقوف على خصائصها وسماتها الموضوعية والفنية، وجلاء رؤية مبدعها لليل وبواعثها، وقدرتها على الكشف عن توجه مبدعها الشعري. وقد حفزني لإخضاع هذه القصيدة للدراسة والتحليل امران: أولهما: مغايرتها لكثير من النصوص التي احتفلت بالليل في مدونة الشعر العربي قديما وحديثا. ثانيهما: قدرتها على الكشف عن تأثر مبدعها الواعي بالمذهب الرومانسي روية ونسيج. واكثر ما يتجلى ذلك التأثر في: اللواذ بالطبيعة ممثلة في أحد مظاهرها، وهو الليل، واتخاذه صديقا، يبوح إليه بأسراره وهمومه، بعد أن وقف على افتقاد الناس من حوله لكثير من القيم والخصال الشريفة السامية التي يصبو إليها الشاعر في حياته ويتطلع. كما تجلى في وحدتها الموضوعية والشعورية. فالقصيدة من بدايتها إلى نهايتها تدور حول موضوع واحد لم تبرحه إلى غيره. والإحساس بالغربة الروحية، والوحدة القاسية، وما ترتب عليه من حزن عميق شاع في أوصالها، ملقيا بظلاله على معجمها اللغوي، وصورها الشعرية، وإيقاعها الموسيقي. وتجلى في الميل إلى استخدام مفردات الطبيعة القادرة على التعبير عن حالته النفسية الحزينة، كالليل، والظلام، والنجوم ... إلخ.