الأضداد عند الفيروز أبادي في القاموس المحيط
الملخص
استرعى انتباهي ما قرره بعض الباحثين من أن الفيروزأبادي - رحمه الله - في معجمه القاموس المحيط لم يكن بذي عناية بألفاظ الأضداد، ولا اهتمام له بها، بل إن ألفاظ هذه الظاهرة اللغوية محل إهمال لديه، وموضع استبعاد عنده ، لفت نظري هذان الأمران فأحببت أن أستجلي الحقيقة، وأرسم الصورة الدالة على معالم موقف الفيروزأبادي في قاموسه من ألفاظ هذه الظاهرة ، أكان ممن أهمل ألفاظها, أم هو ممن حشد قواه لجمعها؟ أكان ممن محَّص واختبر فأدخل فيها ما انطبقت عليه الشروط؟ أم هو ممن تزيَّد فأدخل فيها ما ليس بمعقولٍ أن يكون منها؟ وما مدى أثر جهوده إن وجدت في خالفيه وفيمن بعده؟ وما الألفاظ التي جعلها من الأضداد؟ وما الألفاظ التي لم يشر إلى أنَّها من الأضداد, وهي منها؟ إن الإجابة عن هذه التساؤلات وغيرها، هو الذي حداني إلى الوقوف على القاموس وإمعان النظر فيه، واستخراج ما وصفه الفيروزأبادي فيه بأنه من الأضداد ، مع مقارنة رأيه بما عند مَنْ تقدَّمه، وعند مَنْ جاء بعده، رغبة في الوصول إلى شيء أسهم به في خدمة البحث اللغوي وتاريخه، كما أني صنعت في القسم الثاني معجما استخرجت فيه ما حكم الفيروزأبادي عليه بأنه من الأضداد .