التُّحفة في أحكام الخُلة
الملخص
من أوائل المسائل التي خالف فيها أهل الأهواء والبدع صفة الخلة التي اختص الله بها إبراهيم ومحمداً - عليهما الصلاة والسلام- وأحسب أنّ بحث هذه المسألة والرد على منكريها، وإبطال حججهم وبيان تناقضهم من أهم المهمات . وقد إلى دعاني إلى لكتابة في هذا الموضوع أسباب: منها أنّ كثيراً من المسائل المهمة هي من ثمار بحث هذه المسألة، كحكم الخلة بالنسبة لله تعالى، وحكمها بالنسبة لإبراهيم ومحمد - عليهما الصلاة والسلام- وحكمها بين البشر، وغير ذلك من المسائل المتفرعة عنها. أيضا يرتبط بحث هذه المسألة بالسجل الحافل للخليلين، وما سطره القرآن الكريم عنهما، من صبر وحكمة، وإخلاص، وتعلق بالله تعلقاً لا مثيل له، وما تكبداه من محن ومشاق في سبيل إظهار هذا الدين ووحدانية رب العالمين . ومما حداني كذلك الحاجة إلى معرفة الفرق بين خلة الخالق وخلة المخلوق حيث يقع اللبس والخلط، وربما ينسب إلى معتقد أهل السنة والجماعة ما ليس فيه . وكذلك ما تضمنته بعض المصادر التي تتحدث عن الخلة من آثار وأخبار لا تسلم من مقال أو معارضة، وبحث هذا الموضوع يزيل مثل هذا الإشكال.