الغلو في الدين - المفهوم - الأسباب - الآثار: في ضوء الكتاب والسنة
الملخص
كثرت الدراسات والبحوث العلمية حول موضوع الغلو إلا أنه قد قوی من عزيمتي وشد من دراسة هذا الموضوع عدة أمور منها: أن أكثر الدراسات التي اطلعت عليها تركز على جانب التأصيل ووقاية الأمة، وتحصين الشباب، وتحذيرهم من الوقوع في هذا الداء، وقد حرصت أن يكون هذا البحث خطابا لمن ابتلي به، وعلاجا لمن سقط في أوحاله، ولم أغفل عن جانب الوقاية والتحذير. ومنها تجدر الأهواء، واستمرار الأسباب التي تؤجج مشاعر الشباب، وتسعر نار الغلو، مع ما تواتر من علاقة اعداء اهل السنة بفتن التكفير، وأن هناك من يعمل خلف الأستار لإيجاد الفتنة، وشق الصف في هذه البلاد - أعني بلاد الحرمين - مما يحتم على كل ناصح قادر أن يدلي بدلوه، ويعرض ما يراه مناسبا لدرء الفتنة، وحماية الملة، ونصح الأمة. ومنها أن لدى بعض الغلاة مهارة في الاستدلال على نزعتهم، وتصيد الشبه من متشابه النصوص، وإيهام المتلقي عنهم صحة تطبيق النصوص على الواقع، كما أن هناك صعوبة التعامل مع من ابتلي بهذا الداء، فهو يضيق دائرة من يتلقى العلم عنهم، ويحصرها فيمن يتفق معه في هواه، ثم إن من ابتلي بالغلول يتورع من وصم من يخالفه بالكفر أو الخيانة، أو الضعف والجبن، أو حب الدنيا، أو الجهل بالواقع، ونحو ذلك من عيوب تمنعه من قبول الحق. وتحمي توجهه الغالي، والشبهات التي استند إليها في معتقده. وحرصا على إيصال الحق بدلائله وبراهينه إلى كثير من الذين ابتلوا بهذا الداء، أو اغتروا بشبهاته، وحماية الشباب هذه الأمة من آثاره وأضراره، كتبت حول هذا الموضوع بعنوان: الغلو في الدين في ضوء الكتاب والسنة - المفهوم الأسباب الآثار. وقد جعلته في مقدمة وثلاثة مباحث وخاتمة.