الأسود بن يزيد النخعي ومنهجه الاجتهادي

الملخص

دأب الكثير من الباحثين في تاريخ الفقه الإسلامي على إرجاع الاختلاف بين فقهاء التابعين إلى الاختلاف في المنهج بين أهل المدينة - الحجاز. الذين يعتمدون على النصوص والآثار دون إعمال العقل فيها وقد يتوقفون عن الفتوى عند عدم وجود النص، وبين أهل الكوفة. العراق - الذين يعملون عقولهم في النصوص ويبحثون عن علل الأحكام ويكثرون من القياس والتفريعات الفقهية والجري وراء الفروض. وبناء على ما سبق أطلقوا على اهل الحجاز (اهل الحديث)، وعلى أهل العراق (اهل الراي) وجعلوا من الأسود بن يزيد نقيها للرأي لكونه من فقهاء التابعين في العراق. وللنظر في صدق هذه الدعوى سأقوم بدراسة بعض المسائل المختلف فيها بين فقهاء الحجاز، أو بعضهم وبين الأسود بن يزيد ليتبين لنا هل كان الخلاف بين الأسود وبين فقهاء المدينة. الحجاز. يعود إلى اختلاف المنهج الاجتهادي بحيث يصدق على الأسود وصفه بفقيه الرأي ام لا؟