قول ابن عديّ "أحاديثه يَحْمِل بعضُها بعضًا" ودلالته في كتابه (الكامل في الضعفاء) جمعٌ ودراسةٌ

الملخص

يهدف هذا البحث إلى الوقوف على مدلول إطلاق الإمام ابن عديّ لقوله :"أحاديثه يحمل بعضها بعضًا" في كتابه (الكامل في أسماء الرّجال) على بعض الرُّواة، الذي لم يجد الباحث أحدًا استعمله غيره، وبيان درجة حديث الراوي الذي أطلق عليه هذا الوصف من ابن عديّ.

يدور منهج البحث على الاستقراء وذلك بتتبع مواطن إطلاق ابن عديّ "وأحاديثه يحمل بعضها بعضًا"" على الرواة من خلال كتابه (الكامل في ضعفاء الرّجال)، والنظر في كتب الجرح والتعديل للوقوف على مدلول الإطلاق مقارنًا بأقوال النقّاد الآخرين.

وبتحليل قول ابن عديّ "وأحاديثه يحملُ بعضها بعضًا" في الرّاوي، على ضوء ما تفيده القرائن المتمثلة في مجموع كلام ابن عديّ نفسه، وتعليقه على أحاديث كلّ راوٍ، ومقارنة دلالة هذا الإطلاق وأقوال أئمة الجرح والتعديل على الراوي الذي قيل فيه.

وتظهر أهمية الموضوع في الأثر المترتّب في الحكم على حديث الراوي الذي قيل فيه هذا الإطلاق.

وظهر من خلال البحث أن إطلاق "وأحاديثه يحمل بعضها بعضًا" من ابن عديّ تنوّعّ بحسب القرائن وأقوال ابن عديّ التفصيليّة عن أحاديث الراوي: أنّه يُضعّف أحاديث الراوي بالضعف المنجبر من غيرِ تركٍ له، أو تفسّر بالاحتجاج بأحاديث الراوي في غير ما أنكر عليه.

كما ظهر أن أقوال النّقاد الآخرين في الرّاوي تتقارب مع إطلاق ابن عديّ أو تلتقي في تسعة، ومنها ما يُخالف مراد ابن عديّ في ثلاثة رواة. ومن المؤمّل أن تكون هذه الدراسة نافعةٌ في بابها للوقوف على درجة حديث الراوي الذي يُوصف بهذا الإطلاق.