نظرية مصلحة العباد وإشكالاتها في البناء العقدي للمعتزلة: دراسة نقدية
الكلمات المفتاحية:
المعتزلة، الفرق الكلامية، العقيدة الإسلامية، مصلحة العبادالملخص
تُعدّ نظرية مصلحة العباد عند المعتزلة أحد مظاهر اعتمادهم على العقل في العقيدة، بحيث أثرّت في موقفهم من الصفات والأفعال والقدر والتكليف ومصير المكلفين؛ فإنهم قاسوا الله -تعالى- بخلقه، فشبّهوا وعطّلوا، وحسّنوا وقبّحوا، وأوجبوا ومنعوا..، وما قدروا الله حقّ قدره!
وإذ تحمل هذه النظرية إشكالات ومآلات عقدية ومنهجية باطلة كثيرة؛ فقد سعى البحث إلى دراستها ونقدها في ضوء عقيدة أهل السنة والجماعة؛ فبعد تمهيد عن مفهوم المعتزلة لمصلحة العباد، تتبّع المبحث الأول أوجه اعتبارهم لها في أصولهم الخمسة من خلال ثلاثة أصول مرجعية منها، وهي: التوحيد، والعدل، والمنزلة بين المنزلتين، فيما تناول المبحث الثاني أسسها المنهجية لديهم بقياس الغائب على الشاهد والتحسين والتقبيح العقليين، وخُصّص المبحث الثالث لبيان إشكالاتها والآثار المترتبة عليها.
وانتهى البحث -الذي اعتمد على مناهج الاستقراء والتحليل والنقد- إلى نتائج من أبرزها: أن لنظرية مصلحة العباد تأثيراً بالغاً في أصول المعتزلة، وأنها تقوم على قياس بدعي وأحكام عقلية بحتة، كما تشتمل -من أوجه عديدة- على الباطل عقديًّا ومنهجيًّا، إعمالاً وإهمالاً، ومآلاتها التشبيه والتعطيل وفساد المنهج، وأن هذه النظرية ليست نسقاً مطرداً وإنما تمثل مسلكاً من مسالك التعطيل الاعتزالي، كما تُبيّن الدراسة أن عقيدة أهل السنة والجماعة هي العقيدة الصحيحة التي تتضمن تقرير الحق والرد على المخالفين.