الأَقوَالُ الأُصولِيَّةُ لأَبِي عَبدِ اللهِ الجُرجَانِيِّ الحَنفِي (المتوفَّى سنة 398هـ) جمعاً ودراسة
الملخص
يُعد القرن الثاني الهجري بداية النشأة الحقيقية لعلم أصول الفقه على يد الإمام الشافعي (ت/204هـ) ، ومن رسالته انطلقت غالب جهود العلماء في كتاباتهم الأصولية، وشهد القرن الثالث والرابع الهجريين حِراكاً علمياً متسارعاً، تطورت معه معالم أصول الفقه من حيث المنهجُ والمضمون ، وبرز في هذين القرنين عددٌ وافر من علماء الأصول على مستوى المذاهب أجمع ، وتباينت جهودهم في هذا الصدد ، وكان لعلماء الحنفية منهم دورٌ مشهود في إثراء هذا العلم وإبراز معالمه ، وبرز في هذه الحِقبة فقيهٌ أصوليٌ حنفيٌ جليل ، وهو أبو عبدالله محمد بن يحيى الجرجاني (ت/398هـ) ، كانت له جملةٌ من الآراء الأصولية المتميزة التي اهتم بنقلها بعض علماء الأصول ، ولحظت الاهتمام الخاص من علماء الحنابلة بنقل آراء هذا العالم الحنفي ، على وجهٍ لم أره عند غيرهم ، وقد وقف الباحث على أربعة وثلاثين قولاً أصولياً للجرجاني ، وقام بتوثيقها من مصادرها الأصيلة ، ومقارنتها مع آراء الأصوليين في تلك المسائل ، وإبراز مستنده في كل قولٍ ، إسهاماً من الباحث في خدمة لآراء هذا العالم الجليل .