معايير الجمال في الرؤيتين: الإسلامية والغربية
الملخص
الجمال قيمة حضارية في غاية الأهمية للإنسان والحياة، وبقدر تسامي الإحساس بالجمال لدى الإنسان والوعي بأبعاده الحسية والمعنوية، وتفاعله معه، تسمو روحه، وتتهذب أخلاقه، ويرتقي في سلوكه. ولأهمية قيمة الجمال في الحياة الإنسانية، وحاجة الإنسان الفطرية للاستمتاع به فقد كانت محل تقدير لدى سائر الأمم والحضارت.
ويهدف هذا البحث إلى الكشف عن المعايير الجمالية في الإسلام، والمقارنة بينها وبين المعايير الجمالية لدى الفلاسفة والمفكرين الغربيين، وإبراز ما بين النظرتين من التمايز والاختلاف، وآثار كل من النظرتين على الإنسان والحياة.
وقد جاء هذا البحث في ثلاثة مباحث:
الأول: وتضمن التعريف بالجمال وأنه صفات في الأشياء، أو سمات يتذوقها الإنسان فيها، فتبعث في النفس البهجة والسرور. وأن معيار الجمال هو الميزان الذي يكشف عما تتمتع به الأشياء من جمال أو عدمه.
والثاني: وكان عن معايير الجمال في النظرة الإسلامية وبيان أنها الشرع، والعرف، والذوق الفردي، وتجلية ما تثمره من تهذيب ذوق الإنسان الجمالي والارتقاء به، وصيانه عن صور الضلال والغواية والابتذال.
الثالث: وجاء فيه بيان معايير الجمال في النظرة الغربية هما الذوق والمنفعة، وبيان أنهما سبيل للاستمتاع بالجمال، والتفنن في إنتاجه، إلا أن الاكتفاء بهما ينأى بقيمة الجمال عن أن تكون وسيلة لتهذيب السلوك، والارتقاء بمشاعر الإنسان وأحاسيسه، وذلك لما في الطبيعة الإنسانية من الميل إلى الشهوات، والحرص على الاستمتاع بالجمال بعيداً عن ضوابط الفضيلة والأخلاق.
