وجوه انحراف المتكلمين في مفهوم التوحيد
الملخص
غلت المتكلمة في تعظيم الفلسفة حتى رأت فيها المنهج الأقوم لتحصيل العلميات ، ويختص الشرع بالعمليات ، واصطدموا بإشكالية كبرى ، حين قابلتهم المباحث الفلسفية بإنكارها الصانع ، ونفي اختراع الله خلقه اختراعاً ، وهذا نقيض ما عرفوه في الملة المحمدية التي ينتسبون إليها . وظهر الانحراف في مفهوم التوحيد في وجوه علمية وعملية يستعرضها البحث في إيجاز قصد به إبراز مهمات الموضوع ورؤوسه التي في تحصيلها تحصيله ، وهي : الانحراف في مسمى التوحيد ، فقد وضعت المتكلمة اسم التوحيد على غير مسماه في الشرع للفهم المنحرف عندها للتوحيد ، ثم الانحراف في تفسير كلمة التوحيد التي هي عنوانه وشعاره ، إذ قد فسرتها المتكلمة بما يجردها عن معناها الشرعي ويضعها على غير المراد بها . ثم الانحراف في حكمه الذي تتعين به منزلته وقدره ، إذ قد حطت المتكلمة التوحيد الشرعي عن مرتبته وجعلته في التوابع واللواحق . ثم الانحراف في العمل به وتحقيقه ، فقد أسست المتكلمة لرواج الشركيات والفسق دون حرج أو تأثم بل مع الانتساب إلى التوحيد واللهج بكلمته .