ثقافة الكراهية وصلتها بالثقافتين الإسلامية والغربية
الملخص
تختلف الثقافات في أسسها الفلسفية والعقدية والفكرية، وفي نظرتها للإنسان والكون والحياة، ويتجلى أثر هذا الاختلاف في المناهج التي ترتضيها في تصريف شؤون حياتها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وفي علاقتها بغيرها من الأمم والشعوب .
فمن ثقافة تقرر كرامة الإنسان أياً كان، وتؤمن بحقه أن يعيش حراً موفور الكرامة، وتدعو إلى التعايش السلمي والتفاعل الإيجابي بين الشعوب والحضارات، إلى ثقافة لا تؤمن إلا بالقوة والمادة، وتسعى إلى العلو في الأرض والهيمنة على غيرها، وترى أن من حقها أن تعيش في رغد من العيش ولو أضر ذلك بغيرها أو كان على حساب حريته وكرامته.
هذا التباين والاختلاف بين الثقافات من شأنه أن يغرس مشاعر متفاوتة بين أتباع الثقافات تجاه بعضهم بحسب ما تحويه كل ثقافة من قيم ومبادئ تتعلق بالتعامل مع الغير.
ولكون الكراهية قيمة سلبية فإن كل أمة وفئة تدفعها عن نفسها وترمي غيرها بها، وأنها المنهج المعتمد في تعاملها مع غيرها.
والمنطق السليم يقضي بتحرير هذا المفهوم وتحققاته في أي ثقافة لتبين مدى انطوائها عليه من عدمه، ونسبة ما تحمله منها.
وهذا البحث يسعى لتجلية مفهوم ثقافة الكراهية، والشروط التي لابد منها لوصف ثقافة معينة بثقافة الكراهية، ثم النظر بشيء من الإيجاز في مكونات الثقافتين الإسلامية والغربية وما تحمله كل منهما من مضامين تقربها من ثقافة الكراهية أو تنأى بها عنها.