أجمع آية لخصال الدين: دلالات وهدايات
الملخص
إن القرآن الكريم منهج هذه الأمة، وصلاحها، وسبب سعادتها في الدنيا والآخرة، والبحث في سوره وآياته، واستخراج هداياته، والتنقيب عن كنوزه، والغوص في أسراره، من أشرف العلوم الشرعية، وأجلها مكانة. يقول الحق تبارك وتعالى: ﮋﭒ ﭓ ﭔ ﭕ ﭖ ﭗ ﭘ ﭙ ﭚ ﭛ ﭜ ﭝ ﭞ ﭟ ﭠ ﭡ ﭢ ﭣ ﭤ ﭥ ﭦ ﭧ ﭨ ﭩ ﭪ ﭫ ﭬ ﭭ ﭮ ﭯ ﭰ ﭱ ﭲ ﭳ ﭴ ﭵ ﭶ ﭷ ﭸﭹ ﭺ ﭻ ﭼ ﭽ ﭾ ﭿﮀ ﮁ ﮂ ﮃﮄ ﮅ ﮆ ﮇ ﮊ [البقرة: 177]. إنَّ جماع الخير في هذه الآية الموجزة المعجزة التي ينتظم فيها كل وجوه البر، من أسس العقيدة، والعمل الصالح، والخلق الكريم، صلة بين العبد وربه، وعلاقة بالناس وحياتهم ؛ لذا حق لهاوصفها بأنها: (أجمع آيةٍ لخصال الدين). لقد جمعت الآية الكريمة أصول الإيمان الخمسة: الإيمان بالله، واليوم الآخر، والملائكة، والكتاب، والنبيين، وبهذه الأسس تترسخ شجرة الإيمان الاعتقادية في القلب المؤمن، ويحيى حياة طيبة. إن البر أعم من التقوى، وأعلى مرتبة منه؛ لذا يأتي تقديمه في الآيات التي يقترن بها ,كما أن البر والتقوى إذا أفردا دخل كل واحد منهما في الآخر تضمناً؛ لأن البر جزء من التقوى، والعكس.وقد تجلى من خلال الدراسة كذلك سعة مدلول (البر) الذي هو خلال الخير كلها، مما يتقرب به إلى الله تعالى، من الإيمان، والأعمال، والأخلاق، والآداب، وغيرها من الطاعات التي هي جزء من مجموع خصاله، وشعبه المتعددة، مما يدل على علو هذه الكلمة، وبسوقها.