مقومات أمن الإنسان في القرآن الكريم
الملخص
الأمن دعامة عظيمة من دعائم الحياة وضرورة جعله الله من أعظم النعم على العباد، فلا تطمئن النفوس، ولا تستقيم الحياة، ولا يهنأ العيش، ولا تظهر المصالح، ما لم يكن هناك أمن بين الناس، وبغيره تضطرب الحياة، ولما كان الأمن بهذه المثابة للإنسان فإن الله قد أنزل في كتابه على لسان نبيه e سبل الهداية إلى تحقيق والاطمئنان في حياته، فبين في كتابه الأسباب والوسائل التي تعين الإنسان على أن يكون آمناً في نفسه مطمئناً في حياته وبين مجتمعه، وقد ذكرت في هذا البحث المقومات التي يجبُ على الإنسان القيام بها، فعرّفت أولاً الأمن لغة اصطلاحاً، وذكرت مجالاته، وبينت عناية القرآن بالإنسان من حيث إنسانيته ومراحل خلقه، والفطرة التي فُطر عليها، وتكريم الله له، وتشريفه بوصفه بالعبودية لربه، ثم عدَّدت المقومات الكبرى لتحقيق الأمن، وهي طلب العلم، وتحقيق الإيمان، واجتناب الشرك بأنواعه، وإقامة الحدود الشرعية، وأداء الفرائض، والاتباع لهدي النبي e واجتماع كلمة المسلمين، والسمع والطاعة لولي أمرهم بالمعروف، وتحقيق الأخلاق الإسلامية، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
واستقرأت ذلك من الآيات الدالة على كل مقوم من مقومات تحقيق الأمن للإنسان، وغلَّبت في البحث الجانب التفسيري الذي هو هدف الأمن ومقصوده، مع الاستشهاد والبيان بما ثبت في سنة النبي e وأكثرتُ من إيراد النصوص الشرعية، والنقل عن أهل العلم المحققين، بما يدعم البحث ويقويه، وسلكت في البحث المسلك العلمي من التوثيق والتخريج للأحاديث. والله ولي التوفيق.