ضمانات مكافحة الفساد في الشريعة الإسلامية

الملخص

لقد جاء الإسلام بضمانات تشكل حصانة من الفساد وكفيلة بملاحقة المفسدين، فالله لا يحب الفساد ولا يصلح عمل المفسدين، والدار الآخرة هي من نصيب أولئك الذين سعوا للصلاح والإصلاح، ولمواجهة الفساد والمفسدين، وأساليب الشرع في النهي عن الفساد ومحاربة المفسدين، والحث على الصلاح والإصلاح كثيرة. والمملكة العربية السعودية باعتبارها دولة اتخذت من كتاب الله وسنة رسول e منهاجًا وشرعًا كان لها قصب السبق في محاربة الفساد وتجريمه، ووضع التنظيمات والزواجر التي تمنع من الوقوع فيه، اتباعًا لما جاء في نصوص الكتاب والسنة، واقتفاء لمنهج سلف الأمة، وتحقيقًا للغاية التي لأجلها كان النهي عن الفساد.

وقد جاء البحث على النحو الآتي:

- المقدمة, وقد جاءت مبينة لأهمية الموضوع, والمنهج الذي ستقوم عليه الدراسة.

- ثم جاء المبحث الأول متحدثًا عن مفهوم الفساد والإفساد, وخلص إلى أن الفساد مقابل الصلاح، وهو الخروج عن الاعتدال، فهو كل أمر خلاف المصلحة المعتبرة في الشريعة.

- وفي المبحث الثاني تحدث الباحث عن الفساد والإفساد في ميزان الشرع، وأنواع الفساد, وخلص إلى أن الفساد والإفساد كما هو منكر فطرة فهو منكر شرعًا، ومحذر منه في جميع الشرائع, وقد تكاثرت النصوص الدالة على التحذير منه.

- أما المبحث الثالث فقد تركز على  الضمانات الذاتية لمكافحة الفساد لدى الأفراد التي تحقق الجانب الوقائي, وخلص إلى أن الضمانات التي تكفل الصورة المثالية متعددة منها: تعزيز الأخلاقيات المانعة من التعدي والظلم والفساد، الحاثة على التخلق بالأمانة والنزاهة، ومنها: التشريعات المحرمة والمجرمة لكل مظاهر الفساد الإداري والمالي والأخلاقي والاجتماعي, ومنها: الجوانب المرتبطة بالجانب العلاجي، وتحقق بعدًا وقائيًا بالردع والزجر, كما أنه إذا أصلح الفرد صلح المجتمع، إذ المجتمع مكوّن من أفراد، إذا سعى كل واحد منهم لإصلاح نفسه كان ذلك مدعاة لأن يصلح المجتمع برمته, وهو ضمانة ذاتية للفساد.

- وفي المبحث الرابع تم التعرض لضمانات مواجهة الفساد والمفسدين, وذلك حينما يكون الوازع الداخلي قد ضعف أو انعدم لعوامل مختلفة، فهنا تأتي الزواجر وعوامل الردع التي شرعت تحقيقًا للنزاهة وصدًا للمفسدين الذين لا يردعهم إلا القوة.