الأدب الرقمي بين التوقعات والإخفاقات (1995-2022)

لايوجد

الملخص

الملخص:

تناول هذا البحث مظاهر الإخفاق وأسبابه في تجارب الأدب الرقمي الحديثة، التي استمرت ما يقارب عشرين عاما، فقد رغب الأدباء والنقاد بمجاراة مظاهر الحياة التقنية المختلفة، لاسيما أن الوسائل الرقمية هي الأسلوب الأمثل للمتلقي المعاصر، كما أن هناك رغبة لمجاراة الغرب في ذلك الأدب الجديد، مع أن تلك النماذج الغربية لم تصل لمستوى مقنع من الناحية الفنية، وقد استعرض الباحث بعضا منها.

وتوقع المهتمون أن تسهم تلك التجارب في جذب المتلقي، وأن تضيف شكلا عصريا للأدب، يناسب الواقع الرقمي، إلا أن كثيرا من تلك التجارب لم يحالفها النجاح حتى اليوم، لتأخر كثير من الأساليب التقنية المستخدمة في تلك التجارب عن الواقع الرقمي المتسارع، ولاختلاف طبيعة الأدب النخبوية عن غيره من مظاهر الحياة الأخرى، ولارتباط أجناسه ونماذجه العليا باللاوعي الجمعي ارتباطا وثيقا.

كما أن المنظرين لذلك الأدب لم يهتموا بمعايير الأدب الجمالية في نماذجهم الرقمية، لاسيما أن تلك المعايير ما زالت مقبولة لذائقة المتلقي ومؤثرة فيه، رغم أن المشتتات والصوارف الذهنية له تشكل تحديا للأدباء وللنقاد في جذبه للأدب التقليدي من جديد.

ويجب أن تستمر جهود الأدباء في هذا الحقل الأدبي، حتى نستطيع أن نخرج من دائرة الإخفاقات المتكررة، بوسائل جديدة، مع مواكبة النقد الصادق لها، الذي يجمع بين المهارات التقنية والدراسة الأدبية، ولا يتسرع في تزكية ما ينتج حتى ينقد ويختبر على أرض الواقع.