توجيه العقديّ للفنّيّ في شعر الخوارج
The Guidance of The Belief and Technical in The Poetry of Kharijites
الكلمات المفتاحية:
شعر الخوارج، تأثير العقيدة في الفن، حضور المرأة الخارجية، سمات شعر الخوارج. حجاجية شعر الخوارج.الملخص
هذه محاولة اقتراب من شعر الخوارج في سمات مخصوصة، يتداخل فيها العقديّ والفنّيّ في إنشاء معمار النّصّ الشّعريّ. وقد بان هذا النّصّ يانعا بتأملات وجدانية وثوريّة جامحة يصطحب فيها السيف المجنَّ. وقد بلغنا هذا الشّعر الخارجيّ بثوثا وقطعا شعرية قصيرة متناغمة نفحة الشّعر فيها تتأرجح بين الخوف والإقدام، وتتدثّر بأيديولوجية السلطة فكريّا وعقديّا واجتماعيّا. وجلّ هذا الشّعر ضوؤه مسلّط على محور مركزيّ (الإنسان في علاقته بالأنا والآخر)، وصعدت فيه المرأة عبر سلطة العقديّ حاملة راياتهم في طواحين الوغى، نائية ــ أحيانا ــ عن مشهد الفطرة الأنثوية بدورها في صراع الأيدولوجية والواقع الأموي بمساربه، ونفوذها عبر تشريعها القعود والخروج والقيادة، وبسلطتها في كسر صلافة الرجل، وانعكاسها في تشكل شعرهم وانميازه بجلاء البنية الحجاجية في جُلّه، مع ضمور إرثهم الأدبي بقصد أموي أو بدونه. وقد أبانت الدراسة أيضا مشاهد شتى من توظيف تقنية السرد التخيلي لإيصال الفكرة بتقنياتها الأولى بعيدا عن تعقيد الصورة الذهنية التي تحتاج إلى إعمال ذهن لا تتناسب وحياتهم السريعة، واتكائهم على صورٍ تجسيدية تطغى فيها ألوان الوغى، وهي أقرب إلى مباشرة الواقع. واستدنت الدراسة أطيافا فنية متكررة الحضور إلى حد التماثل، لتؤكّد إشكالية الغربة واللهفةٌ والتسارع لتقصير المسافة بين الخالق والذات المخلوقة الناشدة لهذا التقصير، وتتناثر مشاهد السّأم من الحياة الدنيا الطائلة وحنين اللحاق بالإخوان الذين سبقوا، وبزوغ مصطلحات الشهادة والفردوس والشّراية والتّقى والتّحكيم، وحضور الرثاء مجللا بالزهد موشحا بالتناص مع النص المقدس عبر المقاربات الحجاجية. ومع تمظهر العاطفة فقد شحّ البكاء، ونأى الخمر والمجون والغزل. كما كان منّا ــ أيضا ــ الوقوف على نبرات الانفعال وتجلي الصدق بنوعيه الاجتماعي والفني وخبوئه، وبروز التكرار الذي استوقف البعض ليدرسه كظاهرة تداولية، آتت ثمارها في المتلقي، وتحولت وسيلة حجاجية إقناعية فاعلة في الخطاب بمستوياتها الصوتية، واللفظية، والاستهلالية، والتركيبية.