كاتب السلطان "قراءة في أصول الصَّنْعة"
الملخص
يعرض هذا البحث صورةً لإحدى الوظائف المركزية في دار الخلافة، وهي وظيفة الكاتب الذي يتولى صياغة ما يوجه به السلطان من شؤون الدولة والرعية. ولم يكن من يتولى هذه الوظيفة مجرد ناقل للأفكار فحسب، بل كان ذا منـزلة رفيعة لدى السلطان، مختصاً بسره، ومستشاراً لديه، ومطّلعاً على ما لا يطلع عليه غيره، وهذه المنـزلة الرفيعة جعلتْ كاتب السلطان يدرك ما عليه الالتزام به من آداب صحبة السلطان، والدخول عليه ومجالسته، كما جعلتْه أيضاً يعلم أن التميز في الكتابة والإحاطة بعلوم العربية والتمكن البياني شروط تعزز بقاءه في دار السلطان التي يتنافس على الدخول إليها الكثيرون. وفي هذا البحث عَرْض لكل ما يتصل بكاتب السلطان من الشؤون كمنـزلته الاجتماعية، ونفوذه داخل دار السلطان، وحسد الأقران له، وعَرْض مفصل لكل ما يجب عليه تحصيله من الأدوات والسمات لضمان بقائه قريباً ممن يكتب له، بالإضافة إلى طائفة من التوجيهات المعينة له على تجويد صَنْعته وإتقانها.