إستراتيجيَّات خطاب المسؤول في جائحة كورونا وفق مبدأ التَّأَدُّب (خطاب وزير الصحة السعودي نموذجًا) ((مقاربة تداولية بلاغية))
الكلمات المفتاحية:
إستراتيجيَّات الخطاب، بلاغة الخطاب اليومي، جائحة كورونا، مبدأ التَّأَدُّبالملخص
جاء هذا البحث؛ كي يدرس وجهًا من أوجه البلاغة الجديدة، وشكلًا من أشكال بلاغة الخطابات اليومية التي تبين مدى العلاقة بين المتخاطبين، حين يوظّفها المتكلّم في أعماله اللغوية ومعيناته الكلامية.
جاءت هذه القراءة للخطابات عبر نافذة من نوافذ الخطاب الجديد المنفتح على الدراسات اللغوية التداولية، حيث اتسعت هذه الدراسات لتشمل مباحث متنوعة في حقلها التداولي الاجتماعي، التي تهتم بالبعد التفاعلي بين المتخاطبين، إذ يندرج فيها مبدأ التَّأَدُّب، وهو منهج الدراسة التطبيقية في هذا البحث.
وقد تناول الباحث مدونة ((خطابات وزير الصحة السعودي في ظل جائحة كورونا)) وفق مبدأ التَّأَدُّب وإستراتيجيَّاته، في نظرية الوجه لدى (براون) و(ليفنسون) وما أسساه من إستراتيجيَّات للتَّأَدُّب.
توصلتُ في هذا البحث إلى نتائج كشفت مدى اتساق المتكلم في خطابه الاستعمالي بين المحافظة على مستوى خطاب التَّأَدُّب تارة، ومستوى خطاب السلطة والتوجيه تارة أخرى، وإلى مدى تمثيل صاحب المدونة تلك الخطابات، وما فيها من علاقات تتصل بالبعد الاجتماعي والثقافي للمجتمع، وأثرها في استجابة المخاطب لتلك الخطابات، ومدى توظيف تلك الإستراتيجيَّات وأثرها في تجسّد متانة العلاقة بين المتخاطبين؛ التي صنعت في نهاية المطاف الاستجابة عند الجماهير لهذا الخطاب الملقى، وأظهر البحث أن البلاغة اليومية مع كون ألفاظها لا ترتقي إلى مصاف اللغة الأدبية ومجازياتها، إلا أنها حضرت حضورًا كبيرًا في مشاركة البلاغة القديمة بعناصرها الأخرى، واشتركت فيها بنتيجة الاستمالة والتأثير في المتلقي دون إكراه، من خلال توظيف الأعمال اللغوية والإشاريات وغيرها التي تناسب مقاصد المتكلم وأهليته، والظروف السياقية المحيطة به، وأن وجود المتخاطبين في الخطاب لا يعني قبول الخطاب في الدراسات الخطابية، بل لا بد أن يكون هناك علاقات مشتركة يوظفها المتكلم في إفهامه، ويوظفها المخاطب في تأويله.