المصطلح العلمي في كتاب (لَقْطُ المنافعِ في علم الطب) لأبي الفرج عبدالرحمن بن الجوزي قراءة نصية

الملخص

تُعنى الدراسة بكتاب (لَقْطُ المنافعِ) في علم الطب لأبي الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن الجوزي، من علماء القرن السادس الهجري. حظي بشهرة واسعة، ومكانة كبيرة في الخطابة والوعظ والتأليف، وتميز بغزارة إنتاجه وكثرة مؤلفاته. وتهدف الدراسة إلى بيان كيفية استخدام خصائص النصّ العربي؛ لضبط عملية الاصطلاح العلميّ في مدونة طبية على أسس علمية لسانية دقيقة.

ويعدُّ كتاب (لَقْطُ المنافعِ) ثمرة من ثمار علم الطب والحكمة؛ فقد تميز بشموليته لما ناقشه من موضوعات تتعلق بالطب والأمراض التي تصيب الإنسان منذ طفولته إلى أن يهرم، قسَّمه سبعين بابًا، ضمت مسائل في الطب وأصوله والأمراض العامة والنفسية التي تعتري الإنسان، وعلاجها، وتركيب الأدوية، وكيفية استعمالها، كما تضمن الكتاب طائفة كبيرة من أسماء النباتات الطبية والأعشاب.

تتألف الدراسة من مقدمة تضمنت المنهجية والتساؤلات والتعريف بالكتاب وصاحبه، ثم مستويات الوصف اللساني في النصّ، فوسائل التوليد المصطلحي في اللغة العربية، من اشتقاق ومجاز وتعريب (اقتراض)، وكيفية استثمار ابن الجوزي تلك الوسائل في وضع مصطلحات الكتاب.

وقد توصلت الدراسة إلى أن المصطلحات التي عُنيت بها ووردت في النصّ كانت قيد الاستعمال؛ نظرًا لأن من دونها طبيب يمتهن الطب تنظيرًا وممارسة، كما أثبتت أن النصّ كان جاريًا وفق سنن العربية في وضع ألفاظها ومصطلحاتها.