أبو الدُّقَيْش الأعرابي حياته، ومروياتُه وآراؤه اللغوية

الملخص

ما زال كثير من الأعراب الثِّقات الذين نُقلت عنهم اللغة ودُوِّنَتْ مجهولين لنا، لا نَعرِفُ عَنهم إلا أسماءَهم أو كُناهم، ونُتَفًا من أخبارهم المبثوثة في بعضٍ من مصنّفات اللغويين، وكتب التراجم. بل إنَّ مرويّاتِهم التي وصلتنا كانت أشتاتًا متناثرة في بطون الكتب، وهي في أغلبها لا تُشكل إلا صورة موجزة عن لُغتِهم، فَلَم يَحظَ الأعرابيُّ ولا لغته بدراسة معمّقة تتناول كلّ واحد منهم منفردًا، مع أنَّهم المصدر الأساس الذي اتَّكأ عليه اللغويون في جمع اللغة، وصناعة المعجم العربيّ.

وجاءت هذه الدراسة لتتناول أبا الدُّقَيْش القَنانِيّ الغنويّ، وهو أحد الأعراب الثقات المشهورين في زمانه، وإن كان يجهله كثير من الدّارسين في وقتنا؛ لتميط اللثام عن جوانب مجهولة من حياته، معرِّفةً بأبرز الرواة عنه كالخليل، ويونس بن حبيب، وغيرهما؛ ومُجلِّيَةً مرويّاته المتنوّعة المبثوثة في شتّى المظانِّ اللغوية، وهي على قلّتها تَقِفُ شاهدًا على فصاحته؛ إذ هو ممن يُستَشهد بلغته نثرًا وشعرًا، وعلى معرفته بلغة العرب بما قدَّمه من آراء لغوية، وتفسيرٍ لما يُسأَل عنه؛ فتضعه من بين اللغويين الأعراب.