القصدية في الدرس البلاغي للنظم القرآني
الملخص
يأتي هذا البحث في إطار التأصيل البلاغي والتأسيس المنهجي للبحث في بلاغة القرآن الكريم. وجاء في تمهيد وثلاثة مباحث: تناول التمهيد مفهوم القصدية والتأصيل لها، والمبحث الأول تقرير قصدية النظم القرآني، والمبحث الثاني قواعد التفسير البلاغي للنظم القرآني، والمبحث الثالث إشارة إلى موقف الاتجاهات الحديثة من القصدية.
وتوصل البحث إلى نتائج منها:
- القرآن الكريم خطاب رباني ذو معان مقصودة من المتكلم به Y، وهي معان ثابتة لا تتغير في أي زمان أو مكان، ولكن الناس يتفاوتون في إدراكها وفهمها على حسب مداركهم وأدواتهم.
- أولى البلاغيون قصدية الخطاب عناية كبيرة، وكانت حاضرة بقوة في مؤلفاتهم وتوجيهاتهم؛ لأن علم البلاغة مداره على الكشف عن مقاصد الكلام والمتكلم، وكيفية إفهام المخاطَب والتأثير فيه.
- النظم عامة والقرآني خاصة له وظيفتان: وظيفة دلالية، ووظيفة جمالية. وكل ما في القرآن من وجوه النظم فإنما هو لأجل المقاصد، إما بيانًا لها، أو تأثيرًا على المخاطَب لتلقيها.
- القرآن الكريم يقصد إلى نظم مخصوص لما وراءه من الدلالات التي لا تحصل بغيره من النظوم؛ ولذا فإن المعاني المتولدة من خصوصيات النظم ومستتبعات التراكيب معان مرادة للمتكلم بالقرآن Y ما دام السياق يحتملها ويدل عليها، ولم يمنع منها نص أو إجماع.
- الناظر في تفاسير السلف من الصحابة والتابعين y يلحظ أن جملة من تفاسيرهم قائمة على اعتبار الـخصوصيات البلاغية للنظم في تفسير القرآن وبيان مقاصده.
- الدرس البلاغي في النظم القرآني لا يقف عند حدود البنية وخصوصياتها، بل يتعدى ذلك إلى الكشف عن دلالات تلك الخصوصيات التي يظهر أنها من تمام مراد الله Y؛ لأن من أهم وظائف البلاغة الكشف عن مقاصد المتكلمين.
- مع أهمية البلاغة في فهم مقاصد القرآن الكريم إلا أنها لا تستقل بتفسيره، وتوجيه آياته وألفاظه، دون سائر المصادر الأخرى كالقرآن والسنة وآثار السلف y، والاستقلال بها في فهم القرآن العظيم موقع في الخطأ لا محالة.
- تعد "قصدية النظم القرآني" أحد الأسس المنهجية، التي يقوم عليها أي منهج بلاغي لدراسة النظم القرآني وتأويله.