توظيف الرؤية الإسلامية للثقافة اليهودية في الدفاع عن القدس في شعر أحمد صالح الصالح
الملخص
تصاب اللغة مع كثرة التداول والاستعمال بنوع من الجمود ، وتحيلها الألفة إلى لغة يومية ، ولهذا عمد الشعراء المعاصرون إلى تقانات جديدة في التعبير الفني ، قوامه استرفاد عناصر التراث التاريخي والديني والأدبي ، بما فيها من أحداث وشخصيات ووقائع ونصوص ، وإسقاطها على الواقع المعاصر في أبعاده المختلفة ، مما يمنح الواقع بعدا دلالياً وتصورياً عميقاً .. وقد أفاد الشاعر أحمد الصالح من هذه التقانة الفنية ، وانعكست في شعره الوطني والقومي ، ودفاعه عن القدس ، فاسترفد مفردات من الثقافة اليهودية وردت في أوعية الفكر الإسلامي ، ووظفها في الوصول إلى غرضه في تعبير فني ومنظور إسلامي ،وفي ضوء ذلك استلهم شخصيات يهودية معاصرة ، وأخرى تراثية، وأمكنة وأزمنة لها دور في تاريخ بني إسرائيل وعقائد وشعائر لهم ورد ذكرها في التراث الإسلامي ، وقصصاً قرآنياً يتصل بتاريخهم كقصة يوسف عليه السلام والسامري وبلقيس ، واستطاع أن يربط ذلك بمظاهر الصراع، وأن يسقطه على الأحداث المعاصرة ، وأن يجعل منه معدلاً موضوعياً لتطور القضية ومراحلها التاريخية، وتميز شعره في هذا الجانب بمجموعة من الخصائص الفنية التي جاء ذكرها في نهاية البحث .