فاعلية التخييل عند حازم القرطاجني في كتابه (منهاج البلغاء وسراج الأدباء)
دراسة نقدية
الملخص
يرتبط التخييل عند حازم ارتباطا وثيقا بمفهوم المحاكاة حتى تغدو المحاكاة طريقة من طرق التخييل، و يغدو الغرض منها إيقاع المخيلات في ذهن المتلقي . و إذا كانت المحاكاة قد ارتبطت بالتخييل ، فإنها لم تخرج عن معنى التشبيه عند حازم ، وقد تأثر حازم بالفلاسفة والنقاد عندما ربط التخييل بالتقديم الحسي للمعنى ، وجعل عناصر المحسوسات ، ومدركات الحواس بمختلف أنواعها، سواء أكانت بصرية، أم ذوقية، أم شمية، أم سمعية ، أم لمسية ، عمدة في تشكيل الصور التخييلية، وبناء صرح الأقاويل المخيلة . وهو في هذا لم يخرج عن إطار ما ورد عند النقاد السابقين له ، وخاصة عبد القاهر ، إلا أن ميزة حازم أنه حاول أن يقوم بالتنظير للشعر العربي ، وأن يضع ( علم الشعر المطلق ) أي القوانين الضابطة لعلم الشعر، فحالفه الحظ أحيانا وخالفه أحيانا أخرى . لقد قام بتأصيل الأصول التي جاءت في مفهوم التخييل، عند الفلاسفة ، والنقاد الذين سبقوه ، إلا أنه أكثر من التقسيمات التي تناول بها التخييل والمحاكاة ، وضروب المعاني ، وبالغ في التفريع والتبويب إلى الحد الذي ذهبت معه في كثير من الأحيان روح الفن ، وانتفى معه الحكم الجمالي ليحل محله التقنين المنطقي البارد ، و التقسيم الجاف المنافي لجوهر الفن و الشعر ، وعذره في ذلك أنه أراد أن يضع النظريات والقوانين الضابطة له .