حكم اعتقاد العامة عند السلف
الملخص
كثيراً ما يرد هذا الاسم (العامّة) في كلام أهل العلم رحمهم الله، وفي موضوعات شتّى، فتارة يوردون هذا الاسم عند كلامهم على مراتب الناس في العلم وتفاوتِهم فيه، حيث يذكرون أن العامة يجهلون أموراً لا يخفى مثلها على غيرهم. وقد صنف بعض أهل العلم في ذم أفعال العامة الجارية على غير الصواب، وأحالوا السبب فيها إلى جهل العوامّ وقلة بصيرتهم. وقد تناولت الفِرق كلمة (العامّة) تناولاً عجيباً، فإن العامة عند الشيعة مثلاً هم خصومهم من أهل السنة، حيث يجعلون هذه الكلمة مقابل كلمة (الخاصة) التي يريدون بها أنفسهم. ومثلهم الباطنية الذين جعلوا للنصوص معنى باطناً لا يفهمه إلا الخواص، فأما الـمتعاملون مع النصوص حسب ظاهرها الـمعروف منها في لسان العرب فهم عندهم مجرد عوامّ لا دراية لهم بكُنْه الأمور وحقائقها. أما الصوفية فإن العامة عند ذوي الانحراف منهم هم أولئك الذين اقتصر نظرهم على علم الشريعة، من علماء الرسوم والعبّاد الذين لم يصلوا إلى مقام الـمحبة. ولما كان هذا الـموضوع يعتوره هذا التجاذب الكثير فقد عَنَّ لي أن أبحث منه ما يتعلق بحكم اعتقاد العامة، ولكن ليس لدى أهل الأهواء، بل لدى سلـــــــف هذه الأمة ـ خير القـــــرون ـ لا سيما وقد وردت عنهم نُقُولٌ جليلة.