مدارك الاجتهاد المآلي
الملخص
مبدأ المآل يمثل الدعامة الأساسية للاجتهاد المقاصدي؛ بل هو نفسه عند التحقيق؛ لبُعد نظر النّاظر فيه؛ لرعيه للواقع والمتوقع، وتنزيل الحكم بمقتضاهما.
فهو: نظر مُستقبلي يُراعى فيه: موافقة قصد المكلف لقصد الشارع، بالنّظر في الأدلة الشرعية والأثار المتوقعة عند تنزيل الأحكام الشرعية على عللها؛ تحقيقا لمناطاتها في ظروف الزمان، والمكان، وأحوال المكلفين.
وهذا الأصل الاجتهادي المعبر عنه بالمآل إنّما هو: مفهوم نظري؛ لا يدرك إلاّ في التّصور، وإنما يتجسد واقعاً وتتضح ماهيته من خلال مدارك شرعية ـ هي في حقيقتها خطوات إجرائية لا تخرج عن معنى مراعاة العاقبة المتوقعة لتنزيل الحكم على وفقها ـ ؛ فهي تمثل: المسلك التنظيمي والمؤطر لأصل المآل، ـ القائم على مراعاة: موافقة قصد المكلف لقصد الشرع ـ.
وهذه الدراسة تهدف إلى:
أ ـ تحديد وبيان هذه المدارك.
ب ـ بيان مناط ارتباطها بمبدأ المآل.
ج ـ توضيح دور هذه المدارك في تجسيد ماهية المآل واقعاً.
تحقيقاً للتوافق التام بين كليات الشريعة وجزئيات الأدلة الخاصة؛ وما ينتج عنها من استثناءات من خلال أصلي: الإذن والمنع في موارد التشريع، والمتكفل بتفعيلها: المآل بمداركه.