منهج الفقه في عصر النشأة
الملخص
إن دراسة منهج الفقه في عصر النبوة والخلافة الراشدة ــ عصر نشأة الفقه ــ توضح الكيفية التي كان الفقهاء يعالجون بها مشكلاتهم ، مع قوة ارتباطهم بنصوص الكتاب والسنة ، وكيف كان النبي صلى الله عليه وسلم يعلم أمته عن طريق تعليم أصحابه رضي الله عنهم الفقه في أمور دينهم ، وتدريبهم على استنباط الأحكام من النصوص . ويوضح البحث أيضا ما حدث بعد ذلك في عصر الخلفاء الراشدين من ظهور للإجماع بين الفقهاء، حيث كانوا يتشاورن ويتبادلون الرأي الذي لا يخرج عن إطار الشريعة في قضايا جديدة نزلت بهم، حتى أصبح هناك حقيقة علمية تفيد أن الفقه فعلا يرجع إلى عصر النشأة ، وأن ذلك هو سلف المجامع الفقهية في العصر الحاضر . ومن ناحية أخرى فإن هذا البحث يهدف إلى إثبات أن الاختلاف الفقهي في عصر النشأة لم يكن بسبب اختلاف المنهج الفقهي ، وإنما يعود لأسباب أخرى ترجع إلى الفهم والملكة الفقهية والعلم بالنص وثبوته والاستعمال اللغوي وغيرها ، لكن المنهج كان واحدا فالجميع ينهل من الكتاب والسنة والاجتهاد الذي ينتهي بإجماع ، وإذا ما وقع الخلاف استوعبه الجميع ما دام واقعا من أهل الاجتهاد وفي مجال من مجالاته ، وتمثلوا سماحة هذا الدين فيما بينهم ، دون أن يعنف بعضهم على بعض .