الأصْمَعي مُحَدِّثاً
الملخص
يتوجه هذا البحث لإبراز الجانب المضيىء من شخصية الأصمعي العلمية الحديثية، آملاً أن يسهم - مع غيره - في تغيير الصورة الذهنية المتداولة والمتجذرة حول الأصمعي. وهذا من حق أبي سعيد - رحمه الله - لقاء ما قدمه من خدمة للحديث خاصة في مجال تقريب غريب ألفاظ حديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم - . والبحث لا يقتصر على الكلام عن شخصيته العلمية الحديثية، ونقل أقوال العلماء فيه. لكن تناول جوانب عديدة جديدة في شخصيته وجهوده، ومنها أثره في كتب غريب الحديث: فقد درست أربعة من كتب الغريب المتقدمة واستقرأت ما نقلوه عنه فيها، وقارنت ما نقلوه عنه مع ما نقلوه عن ثلاثة من كبار أئمة اللغة، ووضحت ما وصلت له من نتيجة معززة بالأرقام. ثم جمعت أغلب ما أسنده الأصمعي من الأحاديث المرفوعة جمعتها من مختلف دواوين السنة، وكان يمكن الاكتفاء بجمع أحاديثه وتصنيفها، فهو جهد بحد ذاته، لكني رأيت أن لا أقف عند هذا فخرّجت تلك الأحاديث بتوسع وتتبعت متابعاتها، وشواهدها، ودرست أسانيدها، وحكمت عليها. وهذا مكنني من الوقوف عملياً على مكانته الحديثية، ومن المتقرر عند أئمة الحديث أن مقارنة روايات الرواي بما رواه غيره، ومعرفة مدى مخالفته أو موافقته لغيره أو تفرده عنهم، تؤثر في الحكم النهائي عليه. وقد جئت من هذا بما رأيت أنه يمكن من خلاله استخلاص نتائج حقيقية مؤثرة قيدتها في الخاتمة.