من صفات الداعية: الهمـة العاليــة
الملخص
تعد الهمة العالية من الصفات السامية التي ينبغي للداعية أن يتحلى بها وأسمى ما فيهاأنها اقترنت بشرف المقصد وهو الدعوة إلى الله تعالى؛ ذلك أن الإسلام دين العزة والكرامة، دين الرفعة والارتفاع ، دين الجد والاجتهاد، ولهذا فإن كل الأوامر والنواهي الربانية تدعو و ترغب في معالي الأمور، وتحذر من سفاسفها، ومن أعظم الشواهد على ذلك ما ارتضاه رب العزة والجلالة لأمة الإسلام من تبوئها القيادة والريادة العالمية على البشرية جميعاً، فهي الأمة الوسط، كذلك فإن دوران الهمة العالية في فلك الأخلاق الإسلامية، وسيطرتها على معظم الأخلاق، يزيد من قيمتها في الدعوة إلى الله تعالى، والدعوة الإسلامية ستفقد كثيراً من حيويتها وقدرتها في نفوس المدعوين إذا تولى زمامها دعاة غير أكفاء في مجال الهمة، خلقاً وسلوكاً. كذا مما يدعو الداعية أن يكون ذا همة عالية في مجال الدعوة إلى الله تعالى؛ كون إمكانية اكتساب هذه الصفة وتحصيلها بطرق سهلة ميسرة واضحة المعالم – كانت هي مجال هذا البحث – يستطيع الداعية من خلالها التحلي بها ومن ثم الإرتقاء إلى المعالي بشخصه، ودعوته. لذا فإن تحلي الداعية بصفة الهمة العالية من الأمور المهمة في الدعوة إلى الله، كيف لا يكون كذلك وهي التي تشحن الداعية للانطلاق بقوة وعزيمة، كالطائر الذي استعلى بجسمه عن الدنايا و السواقط، فهو لا يرضى بالدون، ولا يصير عبداً لشهواته الخسيسة، بل ويجتهد لتحري الفضائل قاصداً بذلك رفعة دينه ودعوته.