اللهجات العربية المعاصرة بين التركستاني وأونز وفيرستيغ: دراسة في المنطلقات النظرية والتطبيقية
Abstract
تهتم هذه الورقة العلمية بالموقف الذي يتبناه ثلاثة من علماء العربية تجاه اللهجات المعاصرة في تأصيلها وتطبيقات دراستها، وهم: محمد يعقوب التركستاني وجوناثان أونز وكيس فيرستيغ. في مستهلّ الورقة سأقوم بعرض تحليل توصيفي لقضية التطور اللغوي وموقف القدماء منه، وهو موقف يتمثل في العمل على دراسة اللغة المعيارية فقط، ولا يرفض الواقع اللغوي. ويتفرع عن هذا التحليل التوصيفيّ الحديثُ عن قضيتين أساسيتين لفهم مسيرة التطور اللغوي في العربية والمواقف المصاحبة لها. فالأولى تتمثل في حقيقة أن الدرس اللغوي يتراوح بين المَعْيَرَةِ والتوصيف، والمعْيَرَة تاريخياً كانت أسبقَ من التوصيف؛ لارتباطها بقضية العرق أو الدين. والثانية تتمثل في المسار الذي تسلكه اللغات عموماً في تطورها، مع إلقاء الضوء على مسارات تطور العربية، خاصةً من وجهتي نظر كلٍ من كيس فيرستيغ وجوناثان أونز. تهدف الدراسة إلى إظهار الموقف الذي يمكن استخلاصه من أعمال ثلاثة من علماء العربية المعاصرين بمزيد من التفصيل عبر محاولة فهم طبيعة تلك المواقف ومنطلقاتها التطبيقية، والعوامل اللغوية والفولغوية التي شكلتها. ومن مخرجات هذه الدراسة: أولاً، تقديم فهم أعمق لقضية التطور اللغوي في حالة العربية، ثانياً، إظهار التنوع في المواقف بين ثلاثة من المختصين وبيان ما اتفقوا فيه واختلفوا عليه في التأصيل اللغوي للهجات العربية المعاصرة ودراستها.