أثر التضعيف الصوتي في ترجيحات الطبري القرائية في تفسيره (جامع البيان)
Keywords:
القراءات القرآنية, التضعيف الصوتي, ابن جرير الطبري, جامع البيانAbstract
يتناول هذا البحث بالدراسة والتحليل ظاهرة التضعيف الصوتي في ضوء ترجيحات الإمام الطبري القرائية في تفسيره "جامع البيان"، بوصفها إحدى الظواهر الفونولوجية المؤثرة في البنية الصرفية للكلمة، والمُنتِجة لتباين صوتي في النطق، قد ينعكس على توجيه المعنى في النص القرآني.
وقد قُسِّم البحث إلى مبحثين اثنين:
الأول: التضعيف الصوتي محدِّدًا لترجيح القراءة، حيث أبرز البحث عددًا من المواضع التي رجّح فيها الطبري قراءة التضعيف، كما في: ﴿أَمَانِيّ﴾، و﴿سُكِّرتْ﴾، و﴿كِذَّابًا﴾، وأخرى رجح فيها قراءة التخفيف، كما في: ﴿كَذَبَ﴾، و﴿فَقَدَرَ﴾ مستندًا إلى الإجماع بين القراء، بالإضافة إلى معايير صوتية، ولغوية، ومعنوية.
الثاني: التضعيف الصوتي متغيرًا غير مؤثر في الترجيح، حيث بيّن البحث أنّ الطبري قبِل قراءات بالتخفيف وبالتضعيف على حدٍّ سواء، وعدّهما من قبيل التنوع الصوتي المقبول في العربية، إذا لم يتغير المعنى تغيرا جوهريًّا، كما في: ﴿فَقَدَرْنَا﴾، و﴿يُكَذِّبُونَكَ﴾، و﴿تَسَاءَلُونَ﴾، و﴿نَزَّلَ﴾، و﴿سُعِّرَتْ﴾.
وقد خلص البحث إلى أن الطبري لم يكن يُخضِع القراءات لاعتبارات لغوية فحسب، بل كان يتبنى منهجًا متوازنًا يجمع بين الرواية والدراية، ويُرجّح القراءة بناءً على ثبوتها في السند، وإجماع القرّاء على القراءة بها، وموافقتها الفصيح من لغة العرب، دون أن يغفل البعد الصوتي، بل يوظفه كعامل مرجّح في بعض المواضع، ومتغيّر غير مؤثر في مواضع أخرى.