المقاصد وأثرها في الدرس النحوي عند أبي إسحاق الشاطبي

الملخص

من أكثر المصطلحات استعمالاً في الكتاب الضخم الذي ألفه أبو إسحاق الشاطبي لشرح ألفية ابن مالك مصطلح "المقاصد"، وما اختياره لعنوان الكتاب (المقاصد الشافية في شرح الخلاصة الكافية) وتصديره بهذا المصطلح إلا دليل على محوريّة هذه القضية عنده، وقد عُرف الشاطبي بريادته لعلم مقاصد الشريعة، وكأنه أراد بكتابه هذا أن يضيف إلى ذلك عنايته بالمقاصد النحوية أيضا، تأكيدا منه على ما تحظى به هذه الفكرة من أهمية وأثرها في الدرس النحويّ عنده، فكأنه عنها يصدر في تحليل التراكيب، وإليها يعود في تقرير الأحكام والضوابط والمعاني. ومن مظاهر هذه العناية كثرة متعلَّقات المقاصد في الكتاب؛ فقد عرض المؤلف لمقاصد العرب واضعي اللغة في كلامهم، ومقاصد النحو والنحويين في ضبطهم قواعد هذه اللغة، ومقاصد الناظم في خلاصته، ومقاصده هو في شرح هذه المنظومة، إضافة إلى مقاصد المتكلمين مستعملي اللغة، كل ذلك في سعي جادّ منه لبيان أثر هذه المقاصد في الدرس النحوي، وهو ما حاولنا الإلمام به في هذا البحث.