ملامِحُ الفِكرِ النَّحويِّ التَّجدِيديِّ لدَى مَهدِي المخزوميّ في كتابه "في النَّحوِ العربيِّ: قواعد وتطبِيق على المنهج العلميّ الحدِيثِ" دراسة وصفيَّة تحليليّة
الكلمات المفتاحية:
ملامِحُ الفِكرِ النَّحويِّ، دراسة نقديَّة، مهدي المخزوميالملخص
ملخَّص البحث
يُعنى هذَا البحث بتناول التَّجدِيد النَّحويّ لدى الدُّكتُور مهدي المخزوميّ في المسائل النَّحويَّة والتَّفكير اللغوي في كتابِه " في النَّحوِ العَرَبيِّ قَوَاعِد وتطبِيق عَلى المنهَجِ العِلمِيِّ الحدِيثِ"؛ ونقده. ويُعدُّ الدُّكتُور المخزوميّ أحد رواد التَّجدِيد في العصر الحديث؛ فقد تبنَّاه صراحة في جميع أعماله، وخُصَّ هذَا الكتاب بالبحث؛ لأنَّه ميَّزَه التَّطبِيق، وهو خلاصة مركَّزة للدكتور المخزوميّ حاول تطبِيق نظريّاته للتَّجديد النَّحويّ وتيسيره على المتعلمين، فأوجز التَّطبيق للنِّظريات التي ساقها في كتابه المسبوق " في النَّحو العَرَبي نقد وتوجيه"، وهذان الكتابان امتازا بالتَّطبِيق بعد التَّنظير، وقد حاول أن يعاير القَوَاعِد النَّحويَّة للكلام المسموع مما يخالف المعهود من القَوَاعِد معايرةً علميَّة أثْرت التَّفكير النَّحوي وأمدته بنمطٍ من التَّفكير لاقى قبولًا واستحسانًا من المعجبين به، وانتقادًا متفاوتًا من المناهضين له؛ فقد عدُّوه انحرافًا بيِّنا ومنحنى غير مبرّر ولا مقنع عن مسار الدَّرس اللُّغويّ العَرَبي القديم. وتناول البحث موقف مهدي المخزومي من أُصُولَ التَّفكير النَّحوي لدى النُّحَاة العَرَب، فهو لم يرفضها خاصة ما يتعلق بإعمال العقل والتفسير، وإن كان رفض تبعات هذه الأُصُول التي استجدَّت فيما بعد، ومن أبرزها التعصب للمذهب البصري المتشدد في نظره، وخلُصت الدِّراسَة إلى أنَّ الدُّكتُور المخزومي لم يكن تفكيرُه التَّجدِيديُّ بدعًا عمَّن سبقه، وإن كان من أقربهم إلى التَّفكير النَّحوي الأُصُولي عند علماء العَرَبيَّة القدامى، وخاصة المتقدمين منهم كالخليل وسيبويه والفرَّاء، كما أَنَّه حاول ربط التَّجديد بطبيعة العلاقة بين فـروع عُلوم اللُّغَة كافة؛ ويحاول النُّفوذ إلى تطبيق منهجه بناء على هذه العلاقة.