رعاية الله لنبيه و الثناء عليه
دراسة في البناء التركيبي لسورة القلم
الملخص
ينطلق هذا البحث في دراسته للبناء التركيبي لسورة القلم من القاعدة البلاغية العريضة التي تقول : إن الأسلوب أو البناء اللغوي للنص هو عبارة عن معانٍ وأغراض وأفكار أحسن الأديب صبها في قوالب لغوية مناسبة . وإن جمال العمل الأدبي لا يعود إلى ألفاظه ، وإنما إلى توخي معاني النحو وفق الأغراض التي تؤم كما يقرر الجرجاني([1]) كما يرتكز ارتكازًا رئيسًا على صورة من صور التناسب بين البناء اللغوي للسورة ومقصودها وفق نظرية التناسب التي أرسى البقاعي معالمها ، والتي تؤكد أن كل جزئية في السورة إنما جاء اختيارها بالنظر لعلاقتها الوثيقة بمقصود السورة ، وقد سعيتُ من خلال هذه الدراسة إلى الوقوف على ملامح هذا التناسب البديع بين تراكيب السورة ومقصودها، وأحسب أنها قد كشفت عن ذلك بما رسمته بأسلوبها ، وأحوال صياغتها، وخصائص نظمها ، ودقائق تركيبها ، وبينت كيف أدته بآياتها الاثنتين والخمسين في نسق موجز ، ونظم معجز كما هو القرآن في كل أغراضه ومعانيه .